حسن البصري
مرت ثلاث وعشرون سنة على وفاة اللاعب الدولي يوسف بلخوجة، الذي توفي فوق عشب ملعب محمد الخامس خلال مباراة بين الوداد والرجاء، أمام ستين ألف متفرج. لم تُحقق الوعود التي أُعطيت ليلة تأبينه، وهو ما ترك أسرة الفقيد تعيش في الظل.
وعود ومسؤوليات فوتت الوسيلة الوحيدة لتكريم المرحوم، حيث اقتصرت الأنشطة على تنظيم دوري يتيم في القنيطرة، من دون استفادة أسرة بلخوجة. لم يتمكن والد الفقيد حتى من حضور المباراة التأبينية بشكل رسمي، بينما تم تركيز التكريم على نصب قميص عملاق يحمل رقم 19.
ومع مرور الزمن، تلاشت الالتزامات الشفوية وأصبح محمد بلخوجة، والد اللاعب الراحل، يبحث عن حقيقة الوعود الضائعة، وزير الرياضة وجامعة كرة القدم، وغيرها، في مسعى للحصول على حقوق ابنه الذي قضى وهو يمارس رياضته المفضلة. الأمثلة تتضاعف، حيث كلما اقترب الأب من تحقيق العدالة، تظهر العراقيل.
مطالب الأب لم تكن مستحيلة، ويشمل ذلك الحصول على مستحقات مادية من جراء مشاركة ابنه في مبارتين مع المنتخب، لكن العملية لم تكن سهلة. المحكمة أصدرت حكما يقضي بتعويض قدره 15 ألف درهم، وهو مبلغ يزيد من معاناة الأب الذي تحمل أتعاب المحامية. بينما لم تقدم شركة التأمين أي تعويض تحت ذريعة أن الوفاة كانت نتيجة سكتة قلبية، مما يعني أن اللاعب لم يُعاني من إصابة خلال المباراة.
قبل ثلاث سنوات، أعلن الرئيس السابق لنادي الوداد الرياضي، سعيد الناصري، عن مؤسسة يوسف بلخوجة للأعمال الاجتماعية، التي تهدف إلى دعم اللاعبين، إلا أنها لم تُحقق أي تقدم ملموس منذ ذلك الحين.
في حديثه، أشار محمد بلخوجة إلى أنه تلقى إشعارًا بوجوب أداء ضريبة على الأرباح المتعلقة بـ"كَريمة" تخص ابنه المتوفي، رغم عدم امتلاك يوسف لمأذونية نقل. يعيش الأب الآن حالة من الارتباك بين الجهود التي يبذلها والفشل في العثور على المعلومات المطلوبة.
تلك هي رحلة أبٍ يُصر على تحصيل حقوق ابنه، رحلة مليئة بالتحديات والخسائر، مفتاحها يكمن في عدالة هذه القضية التي تحتاج إلى صدى يُسمع في كل أرجاء المغرب.
عن رياضة Archives – الأخبار جريدة إلكترونية مغربية مستقلة